زار سلمان الفارسي رضي الله عنه أخاه أبا رضي الله عنه فما وجده لكنه وجد أم وهي متبذِّلة ، فسألها عن شأنـها .
فقالت : أخوك أبو ليس له بنا حاجة في الدنيا !
فجاء أبو ، فصنع له طعاما .
فقال له : كُل .
قال : فإني صائم .
قال : ما أنا بآكل حتى تأكل . قال : فأكل .
فلما كان الليل ذهب أبو يقوم قال : نَـم ، فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نَم .
فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قُم الآن ، فَصَلَّيَا .
فقال له سلمان : إن لربك عليك حقّـا ، ولنفسك عليك حقّـا ، ولأهلك عليك حقّـا ، فأعطِ كل ذي حق حقّه ، فأتى أبو النبيَّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان . رواه البخاري
متبذلة: أي لابسة ثياب البذلة وهي المهنة ، أي أنـها تاركة الزينة
اعط كل ذي حق حقه : الإسلام دينُ التَّوَسُّطِ والاعْتِدَالِ، الدينُ الذي يجمع بين مَطَالِبِ الدنيا ومَطَالِب الدين. فعَلَى الإنسانِ أن يَبْتَغِي فيما آتاه اللّه الدارَ الآخرةَ، وألا يًنْسَى نَصِيبَه من الدنيا ويُحْسِن كـما أحسن اللّه إِليه. فيصوم ويُفْطِر، ويَقُوم الليل ينام، ويتزوّج النساءَ، فيجمع بذلك بين عبادة اللّه تعالى وبين ما يطلبه الجَسَد وما تَبْتَغِيه الرًّوحُ.
الدنيا:اي امور الحياة من اكل و شرب وزواج و غيرها